Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

https://www.facebook.com/الائتلاف-الطلابي-المقاوم-1543367692640793/?fref=ts

https://www.facebook.com/الائتلاف-الطلابي-المقاوم-1543367692640793/?fref=ts

إن الحركة الطلابية بوصفها حركة تتأثر وتؤثر في واقع الصراع الطبقي بمعنى أنها إما أن تصطفّ وراء قوى التغيير الاجتماعي فتكون بذلك في صفّ القوى المحطّمة للمجتمع القائم والمحرّكة للتاريخ أو أن تصطّف وراء القوى المكبّلة له والمؤبّدة لواقع الاستغلال والاضطهاد .

   كلّ ذلك يبقى رهين موازين القوى السياسية ومدى تأثير القوى الثورية في حركة الصراع ويعود ذلك لكونها ليست بطبقة مستقلة بذاتها بل متكوّنة من عناصر ينحدرون من أسر ذات انتماء طبقي مختلف فمنها أبناء كبار الملاكين والبرجوازية العميلة ومنها أيضا أبناء العمّال والفلاحين الفقراء وصغار الفلاحين وسائر الكادحين.

بحكم طابع اللاتجانس الطبقي الذي يطغى عليها، يشقّها خطان متناقضان: الخطّ الثوري والخطّ الرجعي والانتهازي: الأول يسعى لتنظيم وتأطير وقيادة نضال الطلبة وربطه بالنضال الطبقي والوطني والثاني يسعى إلى تدجينها وتركيعها وحصر نضالها في المطلبية الضيقة.

لا يمكن تحديد المهمّة العامة للحركة الطلابية دون معرفة موقعها من عملية الصراع أي مدى معرفة المهام الملقاة على عاتق الحركة الثورية داخلها فمهمتها الأساسية والرئيسية والتي يمكن تفكيكها إلى مهام أخرى على جميع المستويات النقابي والسياسي والثقافي، تتلخّص في ربط النضال الطلابي بجميع جبهاته بالنضال الطبقي والوطني بمعنى أن تكون الحركة الطلابية فصيلا من فصائل الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الاشتراكي التي ستنسف علاقات الإنتاج القائمة وتفكّ الارتباط بالإمبريالية العالمية.

إن ما حددّناه أعلاه من تعريف وخصائص ومهام عالقة بذمة الحركة الطلابية تشكّل بوصلتنا النضالية داخلها لكنّ التحليل الملموس للواقع الملموس يثبت خاصة في السنوات التي تلت الانتفاضة الشعبية في 17 ديسمبر 2010 أنّها لازالت تعيش واقع الأزمة بل تحوّلت إلى أزمة سياسية شاملة ويعود ذلك إلى عدّة أسباب من بينها انعكاسات حركة الصراع الطبقي اليوم عليها، بعضها أيضا لعوامل تاريخيّة والبعض الآخر يتمحور حول وضعها الداخلي.

بعد انتفاضة 17 ديسمبر التي رفعت شعارات عبّرت على واقع مأساة الجماهير الشعبية جرّاء سياسات النظام اللاوطنية واللاشعبية انتهت إلى أفق سياسي ترجم بالمطالبة بإسقاط النظام، في المقابل بحث النظام عن سبل للدفاع عن نفسه توّج ذلك في اعتبار أنه قد سقط مع هروب العميل بن علي واعتباره أن ما حدث في تونس هو «ثورة كرامة وحرية» ونشر هذه الأوهام من خلال أبواق دعايته و نجح في حصر مطالب الحركة الاحتجاجية الواسعة والعارمة في بناء «دولة المؤسسات والقانون» و«دمقرطة» الدولة.

في الجهة المقابلة، لم تكن القوى الثورية غير جاهزة في ذاك الوقت وحتى هذه الساعة لتأطير وتنظيم حركة الجماهير وحمايتها من النظام وخططه ومناوراته من جهة وفي بناء النواة الأولى لمنظمة الثوريين القادرة على إنجاز ذلك من جهة أخرى وهو ما انعكس سلبا على الحركة الطلابية رغم حالة المدّ التي عاشتها في تلك الفترة وانخراطها الفعال في الانتفاضة.

لقد لجأ النظام التونسي إلى إرساء منظومة «الانتقال الديمقراطي والعدالة الإنتقالية» كغطاء لإعادة ترميم بيته الداخلي وقد كشفت ذلك كل المحطات النضالية التي تلت الإنتفاضة (القصبة 1 القصبة 2 أحداث 9 أفريل أحداث الرش في سليانة الأحداث الأخيرة حول مطالب التشغيل، ليغضّ بذلك النظر عن المطالب التي طرحتها الإنتفاضة على غرار التشغيل وتوجيه الرأي العام حول كتابة «الدستور» وكنّا قد فصّلنا مضمونها في العدد الفارط من نشرية الطريق الثوري.

لقد كانت الحركة الطلابية هدفا للنظام كغيرها من القطاعات في جرّها وراء مشروعه الرامي لإعادة إنتاج نفسه بأكثر عمالة وأكثر شراسة وقد ساهمت في ذلك كلّ القوى والحركات الرجعية منها ما سمي بالإتحاد العام التونسي للطلبة الذي منح تأشيرة للنشاط كغيره من الحركات الشبابية الرجعية وقد دفع بذاك المد الذي عاشته في اتجاه أن تكون الحركة الطلابية متذيلة وراء أوهام النظام ومشروعه «الإنتقال الديمقراطي» وإبعادها كل البعد عن تطلعات الشعب في التحرر الوطني والإنعتاق الاجتماعي.

في الجهة الأخرى، عوضا أن تستغل القوى التقدمية عامة حالة الغليان الشعبي والطلابي لإعادة الإعتبار للحركة الطلابية وذراعها النقابي الإتحاد العام لطلبة تونس واصلت الإنتهازية نفس التمشي في التعاطي مع استحقاقات الحركة وحل قضاياها الإيديولوجية والسياسية والنقابية بسيطرتها على المنظمة الطلابية على أساس المحاصصة السياسية وإفراغها من مضمونها النضالي الطلابي وحصر نشاطها في النضال المطلبي في بعض الأحيان وجعلها أداة للمساومة مع النظام من جهة ثانية وهو ما جعله يستغلّ ذلك في مشروعه الذي يهدف لإعادة إحيائه وككل مرة تساعده في ذلك الإنتهازية من المطالبة بمجلس تأسيسي إلى إعطائه الحلول الترقيعية مؤخّرا على خلفية التحركات الاجتماعية المطالبة بالشغل.

إنّ ملامح الأزمة داخل الحركة الطلابية اليوم والتي تعكس تعمّق الأزمة من تحول الحركة الطلابية إلى منهل تنهل منه الرجعية لمشاريعها في تونس وحتى خارجها (آلاف الطلبة انتقلوا إلى سوريا للانضمام إلى داعش) وحالة النفور من العمل السياسي والنقابي المنظم في صفوف الطلبة وغيرها من الملامح تطرح على القوى الثورية إلى توحيد ممارستها على أساس برنامج مناضل يستوعب كل مجالات النضال الطلابي (السياسي،النقابي،الثقافي) في اتجاه تجذير خط وطني مناضل داخل الحركة الطلابية يهدف إلى حلّ أزمة الحركة الطلابية وبالتالي يكون مضمون عملها الرئيسي ربط النضال الطلابي بالنضال الطبقي والوطنيوهو ما سعينا ولازلنا نسعى إلى رسم ملامحه الاولى خلال مسار تأسيس الائتلاف الطلابي المقاوم.

إن التشخيص المقتضب خلال الجزئين الأولين من هذا المقال ينفي حصر الأزمة في جوانبها التنظيمية فقط دون غيرها أو النقابية فقط دون غيرها فالمهام والحلول للخروج من هذه الازمة لن تستوعب جانبا وتغيب بقية الجوانب وهنا وفي هذه اللحظة التاريخية بالذات يتنزل تأسيس الائتلاف الطلابي المقاوم كمكون طلابي سياسي وثقافي يضمّ مكونات سياسية (اتحاد الشباب الماركسي اللينيني ورابطة النضال الشبابي) ومناضلين طلابيين غير منتظمين ونواد ثقافية ومنتديات فكرية .

كانت مبادرة تأسيس الإئتلاف تتويجا لنقاشات وعلى إثر تظاهرة طلابية نظمناها مع الرفاق في رابطة النضال الشبابي انعقدت في كلية الآداب بصفاقس في شهر فيفري الماضي تخللتها مداخلات شعرية  وأخرى فنية أحيتها فرقة لحن الشارع  وتظاهرة حائطية تمحورت حول أزمة الحركة الطلابية وملامح واقع الجامعة التونسية اختتمت بندوة تحت عنوان «أي حركة طلابية نريد؟» تم خلالها مناقشة واقع الحركة الطلابية والحلول الممكنة لحلحلة الأزمة لاقت تجاوبا غير مسبوق من قبل الطلبة وطرحت مسألة بناء مكون طلابي سياسي وثقافي قادر على أن يستوعب أكثر ما يمكن من الطاقات الطلابية ولكن على أساس برنامج وطني مناضل معادي للنظام وسياساته اللاوطنية واللاشعبية داخل وخارج الجامعة.

انتظمت بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس تظاهرة أخرى ، شارك فيها نادي المسرح بالكلية بعرض مسرحي وآخر فني أحيته فرقة لحن الشارع ومداخلات شعرية ألقتها مجموعة من طلبة الكلية وانتهت بندوة مشتركة مع مجموعة من مؤسسي الجامعة الشعبية محمد علي الحامي ليتمّ خلالها الإعلان عن مسار تأسيس الإئتلاف الطلابي المقاوم.

شارك الائتلاف الطلابي المقاوم بعد تظاهرته التأسيسية في عديد التحركات النقابية والتظاهرات السياسية والثفافية في مختلف جهات القطر من صفاقس داخل كلية الحقوق حين تصدّى لهحمة المنظمات الرجعية على الكلية وفي نفس الجهة تم الإعلان عن التحاق مجموعة من النوادي الثقافية للإئتلاف في مختلف الكليات في تونس أيضا شارك في تنظيم وتأطير إضراب كلية العلوم القانونية والسياسية والإجتماعية إلى جانب إعداده لتظاهرات ثقافية.

 

 

 

 

Tag(s) : #الطريق الثوري