Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

مصطلح للتحليل : الدولة

إنّ مسألة الدولة تعدّ من أكثر المسائل التي شوّشت من قبل ممثلّي علم الاجتماع البرجوازي باعتبارها من أكثر المسائل التي تمسّ مصالح الطبقات المسيطرة فالإيديولوجيون البرجوازيون يصوّرون الدولة على أنها قوة فوق طبيعية أعطىاها الله إلى الإنسان منذ العصور الغابرة وأنها ليست ذات طابع طبقي وإنما كانت فقط «أداة نزيهة للنظام» و «حكما سلميا» مدعوّا لحلّ الخلافات التي تقع بين الناس دون النظر إلى أي طبقة ينتمون.
إن الماركسية اللينينية هي الوحيدة القادرة على كشف الجوهر الحقيقي للدولة منشؤها ووظائفها.
إن الماركسية تبرهن على الضدّ من الإيديولوجية البرجوازية بأن الدولة ليست قوة مفروضة على المجتمع من الخارج بل أنها نتاج التطور الداخلي له فقد وجدت في الواقع من جرّاء التغيّرات في الإنتاج المادي وأن استبدال أسلوب للإنتاج بآخر يسبب تغيّر بناء الدولة فهي لم تكن موجودة دائما. ففي المجتمع البدائي، حيث لم توجد ملكية خاصة وطبقات، لم توجد الدولة أيضا ولكن مع تطور القوى المنتجة ثم تفكك المجتمع المشاعي البدائي فظهرت الملكية الخاصة وظهرت معها الطبقات أولها العبيد وملاّك العبيد وظهرت ضرورة حماية الملكية الخاصة وسلطة وأمن مالكيها ولهذا الغرض بالذات ظهرت الدولة وعليه فإن الدولة هي نتاج المجتمع الطبقي ظهرت مع ظهور الطبقات وستزول بزوالها إلا أنّ هذا لن يتمّ سوى في ظلّ الشيوعية. 
إن الدولة في المجتمع الطبقي أداة سياسية، «آلة» الهدف منها إبقاء سيطرة طبقة على أخرى فالطبقة التي تسيطر إقتصاديا -أي تملك وسائل الإنتاج- تجد في الدولة أداة قوية لإخضاع المضطهدين والمستغلين.
إن للدولة طابعا طبقيا واضحا جدّا وهي كجزء هام من البناء الفوقي القائم على القاعدة الاقتصادية لمجتمع ما تتخذ جميع التدابير من أجل توطيد القاعدة وحمايتها.
إن السمة الرئيسية للدولة هي وجود سلطة عامة تمثّل، ليس مصالح جميع الناس، وإنما الطبقة المسيطرة إقتصاديا هذه السلطة ترتكز على القوّة المسلّحة «الشرطة والجيش».
في المجتمع البدائي، كان الشعب كلّه مسلّحا أما في المجتمع المنقسم إلى طبقات متعادية القوة المسلحة في أيدي الطبقة المسيطرة تستخدمها لقمع الشعب ولإخضاعه لحفنة صغيرة من المستغلين ولنفس الغرض يجري استخدام الأجهزة التمثيلية (البرلمان) وجهاز الحكم البيروقراطي وأجهزة التجسّس والاستخبارات والمحاكم والسجون والمعتقلات.
إن هذا كلّه يشكّل بمجموعه السلطة السياسية العامة للدولة الاستغلالية.
إن الدول تختلف فيما يلي:
أي طبقة اجتماعية تخدم وعلى أيّ أساس اقتصادي تقوم ويعرف التاريخ أربع أنواع من الدول دولة ملاك العبيد الدولة الإقطاعية الدولة الرأسمالية والدولة الاشتراكية وخلافا للأنواع الثلاث التي تحمي مصالح المستغلين فإن الدولة الإشتراكية دولة من نوع جديد دولة شعبية حقيقية ولكلّ نوع من الدول أشكال خاصة ومختلفة من الحكم أي أسلوب تنظيم سيطرة الطبقة الحاكمة.
إن أشكال الحكم تتعلّق بالظروف التاريخية الملموسة لتطور كلّ بلد على حدة وتناسب القوى الطبقية في البلاد والأوضاع الخارجية ولكن مهما تنوّعت أشكال الحكم ومهما تغيّرت فإن نوع الدول أي طابعها الطبقي في إطار نظام إقتصادي معيّن يبقى دون تغيير.

 

Tag(s) : #الطريق الثوري