Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

يقصد بالتصدير عامة نقل البضائع المنتجة و رؤوس الأموال المجمعة في دولة ما إلى خارجها قصد ترويجها و توظيفها في الخارج "فما كانت تتسم به الرأسمالية القديمة حيث هيمنت المنافسة الحرة هو تصدير البضائع، أما ما يسم الرأسمالية الحالية، حيث تهيمن الاحتكارات، فهو تصدير رؤوس الأموال" [1]

أما تشكّل رأس المال المالي و جوهره فيفسّر بتركّز و تكثّف الإنتاج الذي أدّى بالنتيجة إلى ظهور الاحتكارات وانصهار أو تداخل البنوك مع الصناعة، أو بتعبير آخر فإن "رأس المال المالي هو النتيجة لاندماج رأس مال بعض البنوك الكبرى الاحتكارية مع رأس مال التجمعات الاحتكارية للصناعيين" [2]

و يمكننا أن نستخلص ممّا سبق ذكره أن تصدير رأس المال المالي هو سمة أساسية من سمات الرأسمالية في أعلى مراحل تطورها، مرحلة الاحتكارات أو الامبريالية.

و يتم التصدير من البنوك و المؤسسات المالية الاحتكارية الكبرى عبر قنوات متعددة و بأشكال متنوعة: سُلف، قروض، "مساعدات"،... نحو المستعمرات و أشباه المستعمرات و البلدان التابعة عموما.

و من الطبيعي أن تكون كمّية رأس المال المالي المصدّرة زائدة عن احتياجات الدورة الإقتصادية الرأسمالية في البلد المصدر أي فائض راكد في البنوك و المؤسّسات المالية الاحتكارية، فيقع تصديره وتوظيفه في الخارج توظيفا مباشرا أو غير مباشر في اقتصاديات تلك البلدان التابعة المتخلفة لتحقيق المزيد من الأرباح، إلى جانب الأهداف السياسية الإستعمارية.

و تعتبر تونس شبه المستعمرة سوقا هامة لتصدير رأس المال المالي و تصريفه حقّقت للامبريالية أرباحا طائلة و لعملائها عمولات بالمليارات من العملات الصعبة فيما رهنت البلاد و العباد أكثر للاستعمار و شركاته الاحتكارية و أصبحت حياة الشعب أكثر بؤسا.

[1]Lénine, L’impérialisme stade suprême du capitalisme – les œuvres, Tome 22, page 260, Les Editions Sociales, Paris.

[2] لينين، المصدر السابق ذكره- ص 287

مصطلح للتحليل:  تصدير رأس المال المالي
Tag(s) : #الطريق الثوري