Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

"نحن حزب المستقبل والمستقبل ملك للشبيبة.." (لينين).

"الكوموسمول هو احتياطي الحزب، ينبوع ينهل منه الحزب لإتمام صفوفه" (ستالين).

"الكومسمول هو التناوب la relève الذي سيعوض غدا المحاربين القدامى من أجل الإشتراكية، إنّه الفصيل الطليعي للشبيبة البرولتيارية، والفلاحيّة، هو نخبتها..." (KALININE – كالينين)[1].

الكومسمول أو "اتحاد الشبيبة الشيوعية اللينينية في الإتحاد السوفياتي"، هو منظمات الشباب الشيوعي الموحدة التي أسّسها وطورها ووضع برامجها وأنظمتها الداخلية الشيوعيون الشبان تحت إشراف حزب البلاشفة قبل وبعد انتصار ثورة أكتوبر المجيدة..

هو اتحاد لأنصار ومناضلين شبان من العمال والفلاحين والطلبة، كرسوحياتهم للدفاع عن الشيوعية ودولة العمال والفلاحين وأهدافها وعن الحزب الشيوعي البلشفي وأهدافه ومبادئه، جمعت بينهم النظرية والممارسة الميدانية الطوعية. وحمل اتحاد الشبيبة إسم لينين لأنّه كان مصدر نشأته، ومرشده الأوّل.

ارتبطت مسيرة "الكومسمول" ونضالاته بتاريخ الثورة البلشفية ومنعرجاتها وانتصاراتها التاريخة.

فالمنظمات الأولى للشبيبة العمالية (الإتحادات الإشتراكية للشباب العامل) ظهرت بعد ثورة شباط – فيفري – 1917 البرجوازية الديمقراطية، ونضال البلاشفة ضدّ البرجوازية الصغيرة وأفكارها وآرائها السياسية، من أجل انتصار قضية العمال والفلاحين الفقراء بعد أن هزمت القيصرية في روسيا.

في ذلك الوقت كان حزب البلاشفة يقدّم الأمثلة يوما بعد يوم ومنذ سنوات على قدرته على إدارة الصّراع الطبقي بمختلف أشكاله وتمظهراته بامتياز، وكان مناضلوه يحسنون المزاوجة بين السرية والعلنية ويفتكون المواقع من المناشفة والتصفويين ويؤسسون المنظمات الجديدة بهدف رص كل قوى الشعب وأبناءه وتوحيدها في الثورة.

ولم تكن الإنتصارات التي حقّقها البلاشفة آنذاك وليدة الصدفة، بل نتيجة فعل ثوري يوميّ مدروس تقوده "نظرية ماركسية صحيحة، وبرنامج واضح، وحزب برولتياري ثوري..."[2]. في ظرف متأزم وثوري..

وكانت اللّجان الحزبية البلشفية تنظم وتقود نواتات الإتحادات الشبابية الأولى، وكان لتلك المنظمات الجديدة دور في المعارك حتى ثورة أكتوبر.

.. فإثر المؤتمر السادس لحزب العمال الإشتراكي الديمقراطي الروسي – البلشفي – الذي انعقد في السرّية بين 26 جويلية و3 أوت 1917، تقرّر تأسيس منظمات ثورية للشبيبة العمالية والدعوة للإنتفاضة المسلّحة والثورة الإشتراكية[3].

وبعد انتصار الثورة البلشفية في أكتوبر 1917 حدث منعرج تاريخي جذري في تاريخ الجيل الفتي في روسيا الجديدة. إذ شكّل الشبان والشابات من مختلف أمم البلاد منذ الأشهر الأولى بعد الإنتصار اتحادات للشبيبة العمالية والفلاحية..

وفيما كانت الثورة المضادة تحاول فصل الشباب عن النضال الثوري وحزب البلاشفة وتحاول إقناع الشبيبة بالإبتعاد عن السياسة وعن العمل الثوري والإكتفاء بالعمل والدراسة والأنشطة الثقافية، كان الحزب البلشفي، يدعو تلك الشبيبة إلى عدم الحياد والإنخراط في الصراع الطبقي الدائر في صفوف العمال والفلاحين دفاعا عن الإشتراكية.

لعب لينين دورا كبيرا في دعاية البلاشفة وكان يرى في الشبيبة الثورية مستقبل الثورة، وعلى الحزب أن يساعد في إنشاء اتحادات للشباب لكونها وسيلة مجدية وفاعلة لإدماج الشبان في العمل الثوري، مؤكدا في الوقت ذاته على أن اتحاد الشباب يجب أن يكون اشتراكيا بأهدافه ومهمّاته، جماهيريا، ومتمتعا باستقلاله الذاتي فيما يتعلق بأساليب عمله، متحدا مع الحزب إيديولوجيا وسياسيا، حتى تتوفر له أنسب الظروف لتربية الشبيبة، وتعبئة طاقتها ومعرفتها في سبيل بناء الإشتراكية والشيوعية، وتمنح الحزب الفرصة والوسيلة لقيادة حركة الشباب باعتبارها جزء من حركة الجماهير الشعبيّة بقيادة البرولتياريا..

هكذا أنشئ "الكومسمول" وافتتح مؤتمره الأول أعماله في موسكو يوم: 29 أكتوبر 1918 بمبادرة من الحزب الشيوعي الروسي البلشفي. وقرّر المندوبون وعـددهم: 195 من الشبان والشابات الإندماج التام في اتحاد واحد، يمثّل الشبيبة العمالية والفلاحية في عموم روسيا هو "اتحاد الشبيبة الشيوعية الروسي" ووضعوا نظامه الداخلي..

وفي 7 أكتوبر – 1920- ألقى لينين خطابه الهامّ تحت عنوان "مهمّات اتحادات الشباب الشيوعي" شرح فيه برنامج عمل الشبيبة ومهامها الأساسية في الجمهورية الإشتراكية والمتمثلة أساسا في التربية الشيوعية وربط النظرية بالممارسة أثناء عملية نقد الواقع وتثويره حتى يمكن بناء الإشتراكية والشيوعية.

كان خطاب لينين حول مهمات الشباب والأخلاق الشيوعية يهدف إلى توجيه الشبيبة نحو النضال من أجل تحويل الشيوعية من صيغ ونصائح ووصفات وتوجيهات وبرامج جاهزة محفوظة عن ظهر قبل إلى حقيقة حيّة تضفي على عمل الشباب الشيوعي المباشر والمبدع وحدته وتجعل من الشيوعية مرشدا لكل عملهم التطبيقي.

وعن الأخلاق الشيوعية التي يجب أن ينصف بها الشباب قال لينين في خطابه:

"إن الأخلاق المنظور إليها خارج المجتمع البشري لا وجود لها في نظرنا، إنها أكذوبة. فالأخلاق في رأينا مرتبطة بمصالح البروليتاريا الطبقي..."[4]

.. أخلاقي هو ما يسهم في هدم المجتمع الإستغلالي القديم وفي تجميع جميع الكادحين حول البرولتياريا العاملة على خلق المجتمع الشيوعي الجديد."[5].

وفي المؤتمر السادس المنعقد في جويلية 1924 صار إسم المنظمة: "اتحاد الشباب الشيوعي الينيني الروسي"، ثم أخذ الإتحاد إسمه النهائي في المؤتمر السابع (مارس 1926) ليصبح: "اتحاد الشباب الشيوعي اللينيني لعموم الإتحاد السوفياتي" – الكومسمول – وتجاوز عـدد أعضائه المليون ونصف المليون شاب وشابة من الشيوعيين.

ساهم "الكومسموليون" تحت قيادة الحزب البلشفي في النضال ضدّ تدخل القوات الأجنبية وجيوش قوى الثورة المضادة الداخلية التي حاولت قلب نظام الدولة الإشتراكية الأولى، وشارك مئات الآلاف منهم في حرب ضروس ضدّ بقايا الطبقات الرجعيّة المهزومة والعصابات المسلّحة المرتبطة بها والجيوش الأنجليزية والفرنسية واليابانية المساندة لها... ونالوا عن نضالهم أوسمة الثورة..

وبعد احباط المؤامرة وسحق الجيوش الرجعيّة انطلقت مرحلة البناء الإشتراكي وتوطيد دعائم التصنيع والإقتصاد الوطني. وأقرّت عام 1929 الخطة الخمسية الإشتراكية الأولى. فاسهم أعضاء الكومسمول بنشاط في بناء مصانع الجرارات والسيارات والطائرات وغير ذلك من الصناعات الثقيلة ومن مد سكك الحديد واستغلال المناجم ومكامن المعادن ومجمعات التعدين وتجميع المياه ونشر التعاونيات الزراعية وفي إعداد الكوادر الشيوعية المثقفة العاملة... حتى سجل ذلك العام انعطافا هامّا كبيرا في حياة العمال والفلاحين وعامّة الشعب وبلغت معدّلات الإنتاج نسب عالية جدّا كما تحول الملايين من الناس من موقع التخلف والجهل والفقر إلى موقع المعرفة والعلم والرفاهية... ولذلك حصد "الكومسمول" مرّة أخرى الأوسمة الثورية عن عمل أعضائه وانضباطهم الثوري وممارستهم الشيوعية ومساهمتهم في الحركة "الستاخانوفية" لتطوير الإنتاج[6].

واستمر الأمر كذلك في السنوات الموالية. وفي أفريل 1936 انعقد المؤتمر العاشر للإتحاد "الكومسمولي" بحضور حوالي أربعة ملايين عضو في المنظمة. واتخذ من بين قراراته الهامة بتوجيه من الحزب قرار تنظيم وتطوير وتوسيع دائرة نشر التربية الشيوعية للشبان ورفع درجة تعليمهم. كما أقرّ المؤتمر نظام داخليا وبرنامجا جديدين ينظمان ويقودان نشاط المنظمة الشبابية الداخلي ويحددان اتجاه عملها ومهماتها المباشرة الجديدة تحت قيادة اللّجنة المركزية للكومسمول وبتوجيه قيادي من الحزب الشيوعي البلشفي..

نال الكومسمول وسام "لينين" عن نضال أعضائه الوطني في الحرب الوطنية العظمى ضدّ الإحتلال الفاشي وحلفائه. ومنذ الأيام الأولى للحرب انخرط قرابة المليون "كومسمولي" في القتال ضمن فرق القوات المسلحة السوفياتية. كما عملت مجموعات سرية كثير منه خلف خطوط العدو، على الأراضي المحتلة، فيما عمل العديد من الشبان والشبابات في مواقع العمل والإنتاج لتوفير مستلزمات العيش للملايين من أبناء الشعب السوفياتي وأمداد الجيش الأحمر والفرق العسكرية السوفياتية الأخرى بضروريات البقاء والصمود والإنتصار على العدو...

".. ودفع الشباب الشيوعي مدخراته البسيطة التي بلغت أكثر من مليار روبل إلى صندوق الدفاع منها 460 مليون كسبوها من الإشتراك في أيّام سبوت واحاد شيوعية..[7].

وبعد النصر الشيوعي وانتهاء الحرب عاد إتحاد الشباب الشيوعي لأعمال البناء وإعادة تشغيل المصانع ومكننة الإنتاج في الريف وإعادة تأهيل المؤسسات الإشتراكية للعمل والإنتاج من جديد..

.. احتفل "الكومسموليون" بالذكرى الثلاثين لتأسيس اتحادهم الشيوعي عام 1948 وتلقّت منظمتهم مرّة أخرى وسام –لينين- لقاء إسهامهم، عمال وفلاحين وطلبة شبان اللا محدود في بناء الإشتراكية. وفي تربية الشبان على مبادئ الشيوعية وفي الدفاع عن الوطن...

... وبعد وفاة "ستالين" وعقد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي –البلشفي- في الإتحاد السوفياتي وهيمنة الطغمة التحريفيّة بزعامة التحريفي خروتشاف على مؤسسات ومنظمات الإتحاد السوفياتي الشيوعية وتحويلها عن النهج الشيوعي المبدئي استمرت منظمة الكومسمول في النشاط حتى سقوط الإتحاد السوفياتي نهائيا ولكنها فقدت طابعها الثوري الشيوعي...

[1] (وردت هذه المقتطفات في كتاب: كالينين التربية الشيوعية – باللّغة الفرنسية – طبعة دار التّقدّم – موسكو 1949 – الصّحفات: 7 و28).

[2] أنظر: تاريخ الحزب الشيوعي البلشفي في الإتحاد السوفياتي طبع دار سوليدار – بلجيكا – باللّغة الفرنسية – الصفحات: من 173 إلى 175 وكذلك ص: 194.

[3] أنظر: المصدر السابق ص: 215 وبعدها.

[4]

[5]

[6] الحركة الستاخانوفية: هي حركة ومباردة ذاتية عمالية قام بها العمال الشيوعيون لتطوير الإنتاج ورفع معدّله في كافة الميادين، أثناء عملية البناء الإشتراكي في الإتحاد السوفياتي.

ظهرت الحركة وامتدت بعد الأزمة العالمية التي خنقت الإقتصاد الرأسمالية ولم يتعرض لها الإقتصاد الإشتراكي عام 1929. ويرتبط إسم تلك المبادرة بالعامل الشيوعي البطل: ستيخانوف- الذي تمكن تلقائيا من تطوير عملية استخراج الفحم ورفع نسبة إنتاجه 5 أو 6 مرات عن المعدل المعروف. وتبعه في مبادرات مماثلة عمال أبطال آخرون من أمثال: "بوسيغين" في ميدان البناء الميكانيكي و"سميتانين" في صناعة الأحذية وآخرين في ميادين أخرى. وانتشرت المبادرات العمالية الذاتية لتشمل كامل الإتحاد السوفياتي محقّقة نتائج اقتصادية باهرة للشعب حسنت كثيرا من ظروف عيشه. (أنظر في هذا: ستالين – المجلدات، المج: 14 ص: 56 وما بعدها – خطاب ألقاه خلال الندوة الأولى للستاخانوفيين في الإتحاد السوفياتي (طبع دار: مكتب جديد للنشر – باريس).

[7] أنظر: مجلّة الطريق إلى الإشتراكية – الصادرة عن "وكالة نوفستي" العدد: 12 ديسمبر 1977 – ص: 44 و45.

- الكومسمول – Le Komsomol -
Tag(s) : #الطريق الثوري