Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

الحركة الثورية و نشاط الجماهير

إن المتمعّن في واقع الحركة الثورية والحركة الجماهيرية الشعبية في القطر لا يمكن له إلا أن يلاحظ الاندفاع الجبّار الذي تميّزت به حركة الجماهير والتأخّر الواضح للحركة الثورية وعدم قدرتها الفعلية على قيادة وإدارة الصراع الطبقي من أجل تحويل كل هذه المعارك العفوية المشتّتة الناتجة عن الإحساس بالظلم والقهر والاضطهاد إلى معارك سياسية طبقية واعية نابعة عن فهم عميق للتناقض الذي يشق القطر والحلول المطروحة لحلّه، تتوّج بإنجاز التحرّر الوطني والانعتاق الاجتماعي .

    فالأحداث التاريخية الدامية والملاحم النضالية البطولية التي رسمها شعبنا بداية من جانفي 1978، جانفي 1984، مرورا بانتفاضة الحوض المنجمي 2008 وصولا إلى الإنتفاضة الشعبية العارمة 17 ديسمبر 2010 والمسار الذي دشّنته أثبتت أن موجة السخط العفوي تتزايد وتتعاظم باستمرار كلّما ازداد البؤس والفقر والاضطهاد أي كلمّا أمعن النظام الرجعي العميل في تطبيق سياساته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية لحفظ وتوطيد علاقات الإنتاج البالية القائمة ومزيد تكريس السيطرة الإمبريالية على القطر.

لا تستطيع أبدا أن تصنع ثورة وتظلّ دائما عرضة لخداع الرجعيين والإنتهازيين من جهة وعرضة لبطش وقمع النظام وكلّ حيله وأحابيله الهادفة إلى تمييع واقع الصراع الطبقي وتزييف وعيها من جهة أخرى.     كما بيّنت لنا أن العمال والجماهير الشعبية المجرّدة من سلاح التنظيم

لكنّ التاريخ لا يعلّم الثوريين فقط فالجماهير المفقّرة تتعلّم أيضا لكن بعد المرور بعديد المحن المريرة والمؤلمة فبعد حوالي خمس سنوات من انتشار لهيب الانتفاضة والالتفاف عليها في عديد المحطّات من قبل الإمبريالية وعملائها المحليين بتواطؤ من الإنتهازية والإصلاحية والبيروقراطية النقابية، تبين لسائر الطبقات والفئات الشعبية أن حركة النهضة وحركة نداء تونس وكلّ أتباعهم من أحزاب وجمعيات ومنظّمات ليسوا سوى أعداء لهم مهمّتهم الوحيدة خيانة شعارات الإنتفاضة من خلال تعميم البؤس والفقر والاضطهاد وهاهي اليوم تنتفض في كلّ جهات القطر محتجّة على سياسة النهب والتفقير والوعود الانتخابية الكاذبة.

الإمبريالية وعملائها المحليين بتواطؤ من الإنتهازية والإصلاحية والبيروقراطية النقابية، تبين لسائر الطبقات والفئات الشعبية أن حركة النهضة وحركة نداء تونس وكلّ أتباعهم من أحزاب وجمعيات ومنظّمات ليسوا سوى أعداء لهم مهمّتهم الوحيدة وهي خيانة شعارات الإنتفاضة من خلال البؤس والفقر والاضطهاد وهاهي اليوم تنتفض في كلّ جهات القطر محتجّة على سياسة النهب والتفقير والوعود الانتخابية الكاذبة.

تعميم البؤس والفقر والاضطهاد وهاهي اليوم تنتفض في كلّ جهات القطر محتجّة على سياسة النهب والتفقير والوعود الانتخابية الكاذبة.

لينين – ما العمل؟                            إن كل هذه العوامل وخاصة ما تعيشه الحركة الشعبية اليوم من حالة احتقان وعفوية والانحصار الواضح لنضال الطبقة العاملة في مربّع النضال الاقتصادي ومساهمة البيروقراطية النقابية (المركزية النقابية في الإتحاد العام التونسي للشغل) في إنقاذ الرجعيين ومساعدتهم لترميم النظام من خلال الحوار الوطني وانخراطها في منظومة «الانتقال الديمقراطي» التي هندستها الإمبريالية والمساهمة في «إنجاحها» والمحاولات التي يبذلها الرجعيون لإعادة إحياء وتقديم أنفسهم كبدائل شعبية ملتزمة بأهداف ومبادئ «ثورة الحرية والكرامة الوطنية»  من جهة ومحاولات التغلغل في التحرّكات الجماهيرية وتأطيرها وتوجيهها ضمن خططهم السياسية الرجعية الفئوية ضيقة الأفق (تحرّكات وينو البترول؟ التي تمّ السطو عليها من قبل حزب التحرير وحراك شعب المواطنين سابقا وتوجيهها لصالح مساومات حول لجنة الطاقة في البرلمان) من جهة أخرى تحتّم علينا كشيوعيين أن نتحلّى بالنضال النشيط الحيّ الأكثر اتّساعا الأوفر جرأة الأشد عزيمة والأوفى مبادرة وبقدر كبير من الوعي والمسؤولية وأن نطرح المسائل والإشكاليات العالقة بكلّ وضوح على بساط البحث والتي بالإجابة عنها نستطيع أن نحدّد بشكل واضح المعالم كلّ المهام السياسية والتنظيمية والنظرية التي يلقيها التاريخ على عاتقنا فــ«كلّما ارتفع النهوض الجماهيري العفوي واتسعت الحركة كلّما ازدادت بأسرع بما لا يقاس الحاجة إلى قدر كبير من الوعي في عمل الاشتراكية الديمقراطية النظري والسياسي والتنظيمي»

إن الدروس التي تعلّمنا إياها الانتفاضات الشعبية المنصرمة وكلّ الخصائص والسمات التي تتسم بها الحركة الشعبية والحركة العمالية اليوم (والتي ذكرناها أعلاه ولو باقتضاب شديد ) جميعها تبرز لنا بكلّ جلاء وسطوع أن السبب الرئيسي لضعف الحركة الثورية المعاصرة هو غياب منظّمة الثوريين.

فقد طرح علينا التاريخ لحظة الانتفاضة سؤال أي طريق نختار ؟ واخترنا الطريق الثوري طريق تجذير المسار الثوري والمضي فيه إلى أقصاه كخطوة أولى في طريق الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الاشتراكي بدون تردّد على عكس من اختار طريق الإمبريالية طريق الالتفاف على الانتفاضة والانقلاب على شعاراتها طريق «الانتقال الديمقراطي» المزعوم والعدالة الانتقالية المزيّفة من انتهازيين وإصلاحيين ورجعيين عملاء لكن اليوم وإن كان سؤال كيف نبني منظّمة الثوريين قد طرح على الوطنيين الديمقراطيين في البدايات بشكل أساسي ورئيسي فهو اليوم يطرح بأكثر إلحاح وعمق وتشكّل الإجابة عنه ووضع برنامج متكامل الجوانب برنامج بناء من جميع الجهات والشروع في تطبيقه، مهمّة حيوية عاجلة ومباشرة على عاتقنا.

Tag(s) : #الطريق الثوري