الوطنيون الديمقراطيون الماركسيون اللينينيون: الوحدة.. الوحدة يا عمّال ضد القمع والإستغلال

أكثر من قرن و ربع القرن من الزمن يفصلنا عن تلك اللحظة التاريخية والمحطة النضالية التي احتج خلالها عمال مدينة شيكاغو مطالبين بتحديد ساعات العمل اليومي بـ 8 ساعات وكان وقت استغلال سواعدهم آنذاك من جانب البرجوازيين مالكي وسائل الانتاج يتجاوز 12 ساعة في اليوم..

وما ان انطلقت مسيرتهم الاحتجاجية في المدينة في مستهل شهرماي من العام 1886 حتى واجهتهم قوات البوليس والميليشيات النسلحة وقمعت احتجاجهم بقوة السلاح فسقط العديد منهم بين قتيل وجريح وسجن آخرون ونفذ فيهم حكم الاعدام...

وهكذا ولد عيد العمال في خضم الصراع والمواجهة بين العمل ورأس المال أي بين الطبقة العاملة والبرجوازية ليصبح يوما عالميا يحييه عمال العالم و شعوبه المضطهدة. يوما للتضامن الأممي والتعاون بين سائر الكادحين والشغالين في النضال ضد سلطة رأس المال وعصر جبروته واضطهاده للشعوب : عصر الامبريالية..

ونحن نحتفل بهذا اليوم العالمي لا يفوتنا أن نشير الى أن استغلال العمال واضطهاد الشعوب الكادحة لا يزال مستمرا. ولا تزال البرجوازية العالمية ترتكب المجازر وتلحق الأذى بالكادحين و تستغلهم أيّما استغلال وخاصة في المستعمرات وأشباه المستعمرات والبلدان التابعة عموما أين يطال استغلالها واضطهادها حتى الأطفال من خلال عملاء محلين يمسكون نيابة عنها ولأجلها بزمام السلطة ويسيطرون على دوالبب الاقتصاد ومواقع النفوذ السياسي، ويوفرون لرأس المال المناخ المناسب و اليد العاملة الرخيصة لتحقيق الربح الأقصى، و لنهب خيرات الشعوب و اخضاع الكادحين لمشيئته..

وفي تونس شبه المستعمرة يحكم نظام عميل، وتسيّر شؤون البلاد حكومة ائتلاف طبقي رجعي تقوده برجوازية عميلة، لم تحقق ولن تحقق للعمال و الفلاحين الفقراء وعموم الكادحين شيئا مما وعدت به هي والأحزاب الرجعية والاصلاحية الانتهازية التي أوصلتها الى السلطة بعد انتفاضة 14 جانفي 2011 وتقاسمت معها مواقعها. فلا أسعار المواد الضرورية للعيش انخفضت أو حتى توقف ارتفاعها. ولا القدرة الشرائية لعموم الكادحين و صغار الموظفين تدعمت كما يزعمون.

أما البطالة و التشغيل الهش و الاستغلال المضاعف للعمال عن طريق المناولة والتي زعم أنها من الأمور التي ذهبت مع بن علي، فقد أصبحت أشد وطأة على الفقراء من ذي قبل..

وما تحقق من هامش حريات بفضل دماء الشهداء قد تم الالتفاف عليه وهاهو المجلس المسمى بهتانا بمجلس الشعب يستعد لاصدار القوانين التي ستعيد للبوليس سطوته و ظلمه و تعسفه تحت مبرر اعادة هيبة الدولة و مقاومة ارهاب لم تصنعه سوى الامببريالية ولم تدافع عنه وتحميه سوى أنظمة رجعية عميلة ولم ترعاه و تفرضه في بلادنا سوى "حركة النهضة" الفائز الثاني في الانتخابات المهزلة الأخيرة وشريك و حليف حزب "نداء تونس".

يا عمال و عاملات تونس :

اننا اذ نحتفل بهذا العيد نعلن اصطفافنا الدائم مع العمال والى جانبهم الفلاحين الفقراء وعموم الكادحين في العالم واستعدادنا للنضال المستمر من أجل مصالحهم وتحرير انفسهم من عبودية رأس المال .

فلترتفع عاليا راية العمال و الشعوب المضطهدة راية المنجل و المطرقة

وليتّحد كل أحرار العالم في النضال ضد سلطة و ظلم رأس المال

الوطنيون الديمقراطيون الماركسيون اللينينيون

تونس في 1 ماي 2015