Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

ملخص حول اطروحة الحزب لدى ماركس و انجلز

« ان الطبقة العاملة لا تستطيع في نضالها ضد الطبقات الحاكمة ان تعمل كطبقة الا إذا أسست لنفسها حزبا سياسيا مختلفا و معارضا لكل الأحزاب القديمة التي خلقتها البرجوازية .

ان تأسيس الطبقة العاملة لحزبها السياسي شرط لا بد منه لضمان انتصار الثورة الاشتراكية و هدفها النهائي»

مؤتمر لندن - الأممية الاولى

إن القول بحتمية زوال النظام الرأسمالي و الإنتقال إلى المجتمع الإشتراكي فالشيوعية، لا يعني أن عملية الإنتقال تتم بصورة  مستقلة عن إرادة البشرية " أي خارج دائرة الصراع الطبقي " فتحقيق هذه الضرورة التاريخية " أي تحطيم النظام الرأسمالي و تحقيق الإشتراكيةيتطلب قيادة و إدارة الصراع الطبقي على جميع مستواياته " الإقتصادي و السياسي و الإيديولوجي" بصورة واعية و منظمة و ذلك ما يقتضي ضرورة وجود أدوات تنظيمية في يد قوى الثورة و التقدم و التغيير تخوض من خلالها صراعها الطبقي على جميع مستواياته و خوض كل اشكال النضال من ادناها إلى أرقاها. إن أهم أداة تنظيمية من جملة كل الادوات و الذي من دونه يستحيل تحقيق النصر و افتكاك السلطة السياسية هو الحزب. فالطبقة العاملة لا تستطيع التحرر من نير البرجوازية و تحقيق أهدافها إلا إذا عملت لحساب نفسها و ليس لحساب البرجوازية، إلا إذا عملت كطبقة مستقلة واعية بذاتها و هذا مما يعني ضرورة تشكيل حزب سياسي مستقل عن كل الاحزاب البرجوازية القديمة و معارض لها، يمثل طموحاتها و تطلعاتها ويدافع        مصالحها طارحا على عاتقه انجاز الثورة الاشتراكية. إن ما وضعه كارل ماركس و فريديرك انجلز من أسس نظرية لبناء الحزب الثوري للطبقة العاملة كانت نتيجة لتمعنهما الدقيق في الثورات البرجوازية في منتصف القرن العشر ين، فالطبقة العاملة لعبت دورا كبيرا في هذه الثورات إلا أنها لم تكن تتمتع باستقلاليتها السياسية و الفكرية. أي كانت تحت قيادة البرجوازية .

 

إن "البيان الشيوعي" يبرز بكل وضوح برنامج حزب الطبقة العاملة ونظريته الثورية كما يوضح أيضا من هم الشيوعيون، ما يميزهم عن بقية الأحزاب العمالية و طبيعة العلاقة التي تربطهم .

فالشيوعيون :

 - يناضلون في سبيل المصالح و الأهداف المباشرة للطبقة العاملة كما يؤيّدون كل حركة تقدمية من شأنها أن تخدم مستقبل الحركة ككل، أي انهم  " يؤيدون في كل قطر من الأقطار كل حركة ثورية ضد النظام الإجتماعي والسياسي القائم"

- هدفهم هو نفسه هدف جميع الأحزاب البروليتارية الأخرى وهو تنظيم البروليتاريين في طبقة و هدم سيادة البرجوازية و الاستيلاء على السلطة السياسية .

- لا يشكلون حزبا خاصا معارضا لأحزاب العمال الأخرى و انما  يتميزون عنهم  بـ :

 التحلي بالروح الأممية، أي أنهم يضعون في المقدمة المصالح المستقلة عن الجنسية و المشتركة لمجموع البروليتاريين من مختلف الأمم .

- تمثيلهم دائما لمصالح الحركة بكاملها في مختلف مراحل تطور نضال البروليتاريا ضد البرجوازية .

- إدراكهم الواضح لظروف حركة البروليتاريا و سيرها و نتائجها العامة .

 

قواعد عامة لتركيب الحزب

كان تشكيل الأممية الاولى حدثا تاريخيا مهماّ لنضال البروليتاريا ضد البرجوازية فكما قال ماركس

" إن الاتحاد أُسس من أجل استبدال الطوائف الاشتراكية وشبه الاشتراكية بمنظمة حقيقية لنضال الطبقة العاملة".

و قد تم ارساء العديد من القواعد التنظيمية الهامة التي تشكل  الهياكل التنظيمية للاممية الاولى وهي :

- إقامة رباط تنظيمي أممي.

- عقد مؤتمر سنوي لبحث قضايا النضال.

-كل مؤتمر يعين المكان والموعد للمؤتمر القادم وانتخاب مجلس عام ويعطي المجلس العام حق إضافة أعضاء له، وطلب عقد مؤتمر طارئ، وتغيير موعد ومكان المؤتمر إذا اقتضت الضرورة.

-كل هيئات التنظيم تقوم على أساس الانتخاب .

-تأمين اتصال دائم وتزويد كل الفروع وتبني خط موحد من قبل كل الفروع في حالة نشوء نزاعات دولية.

-يوحد كل فرع منظمات الطبقة العاملة في بلده ويقيم لجنة مركزية. أما طريقة تطبيق هذه القاعدة فتستند على ظروف كل بلد.

كما أكد  كارل ماركس و انجلز على

- ضرورة وجود سلطة مركزية للتنظيم الثوري.

- حتمية انضمام  عناصر منتمية للطبقات الحاكمة إلى البروليتاريا و تزويدها بالعناصر المثقفة لذلك كما يجب الحرص على ان تكون هذه العناصر قد تخلصت من كل بقايا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة و أن يتبنوا وجهة نظر البروليتارية و يدافعون عنها بكل إخلاص و حزم .

- ضرورة تطهير الحزب من العناصر الانتهازية .

مبادئ أساسية في تكتيك حزب البروليتاريا :

لقد أعار ماركس و انجلز اهتماما كبيرا أيضا للقضايا التكتيكية في نضال البروليتاريا الطبقي ووضعوا الاسس العامة و المبادئ الرئيسية لها و التي يمكن تلخيصها في :

- ضرورة إجراء تحليل موضوعي ملموس لمجموع العلاقات بين جميع الطبقات في مجتمع معين و بالتالي تحديد الدرجة الموضوعية لتطور هذا المجتمع و للعلاقات بينه و بين سائر المجتمعات .

- النظر الى جميع الطبقات و جميع البلدان لا في حالة جمود بل في حالة حركة التي لا ينظر إليها هي أيضا من وجهة نظر الماضي و حسب بل من وجهة نظر المستقبل أي من وجهة نظر الدياليكتيك المادي .

- على التكتيك البروليتاري في كل مرحلة و في كل لحظة أن يأخذ بعين الإعتبار الدياليكتيك الموضوعي لتاريخ الإنسانية وبالتالي يجب :

- استخدام فترات الركود السياسي، فترات التطور السلمي من أجل تطوير و تنمية وعي و قوة الطبقة العاملة و قدراتها النضالية .

- تسخير كامل نشاط النضال الثوري في فترات الركود من أجل تحقيق الهدف النهائي .

- تكييف الحزب لممارسة مختلف أشكال النضال الشرعية و الغير شرعية حسب الظروف المعطاة في كل لحظة و حسب موازين القوى القائمة .

خاتمة :

ان أفكار كارل ماركس و فريديريك انجلز تمثل سلاحا فكريا جبارا في يد الطبقة العاملة  فلا يمكن لها ان تتحرر الا اذا عملت كطبقة مستقلة من خلال حزبها السياسي، حزب مقاتل يقف في طليعة النضال 

ان أفكار كارل ماركس و فريديريك انجلز قد أوضحت للمرة الأولى أن على الطبقة العاملة إذا أرادت أن تتحرّر يجب عليها أن تعمل كطبقة مستقلة من خلال حزبها السياسي، حزب مقاتل يقف في طليعة النضال العمالي، حامل لنظرية علمية و ثورية لا يحيد عنها و يرتبط بتنظيم أممي مركزي مع بقية أحزاب الطبقة العاملة في البلدان الأخرى.

ولكنّ المبادئ التي أرساها ماركس ورفيقه انجلز لم تقف في ذلك الحدّ فقد اقترن تطورّها باسم قائد البروليتاريا العظيم فلاديمير لينين وخاصة في ميدان العمل التنظيمي واضعا بذلك أسسا نظرية جديدة لحزب من طراز جديد وهذا ما سنعمل على الوقوف على مختلف تفاصيله في مقال لاحق.

 

 

 

 

Tag(s) : #الطريق الثوري