Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

ذلك هو الشّعار الذي اعتمدته الامميّة الشّيوعيّة الثّالثة[1] عند انعقاد مؤتمرها السّادس في موسكو خلال الفترة ما بين 17 جويلية و1 سبتمبر من عام 1928 وهو ما يعبّر عن التّكتيك النّضالي الشّيوعيّ الاممي المعتمد في نضال البروليتاريا ضدّ البرجوازيّة العالميّة وضدّ الاصلاحيّة والانتهازيّة.

وقد اقرّ برنامج جديد للامميّة الثّالثة يدعو إلى خوض النّضال ضدّ الفاشيّة باعتبارها تعبير عن عمق الازمة العامّة للراسماليّة في مرحلة الامبرياليّة (ازمة النّظام الرّاسمالي من جميع النّواحي، الاقتصاديّة والسّياسيّة والايديولوجيّة ..الخ)

وقد اشار جورج ديمتروف فيما بعد خلال المؤتمر السّابع للامميّة الذي تمّ في شهر اوت من عام 1935 إلى أنّ " الدّوائر الامبرياليّة تحاول إلقاء ثقل الازمة بكاملها على اكتاف الشّغيلة، ولذلك فإنّ الفاشيّة ضروريّة لها شأنها في ذلك شأن الكيان الصّهيونيّ الذي

يسعى إلى حلّ مشكلة الاسواق على حساب إستعباد الشّعوب الضّعيفة وزيادة النّير الاستعماري وتقسيم العالم من جديد بواسطة الحرب"

لقد قدّم ديمتروف وصفا دقيقا وصحيحا للفاشيّة يتناغم مع تحليل وتصوّر الامميّة الثّالثة لها. وذلك باعتبارها الدّكتاتوريّة الارهابيّة لاكثر قوى راس المال المالي رجعية. إنّها "استبدال للشّكل الرّسميّ لحكم البرجوازيّة الطّبقيّ المتمثّل في الديمقراطيّة البرجوازيّة، بشكل آخر هو الدّكتاتوريّة الارهابيّة المكشوفة."·

وهذا التّعريف او الوصف الخاصّ للفاشيّة الذي قدّمه ديمتروف يكاد يتطابق مع ما توصّل إليه لينين عند شرحه للسّمات الرّئيسيّة للامبرياليّة في كتابه " الامبرياليّة اعلى مراحل الرّأسماليّة. وهي استبدال المزاحمة الحرّة بسيطرة الشّركات الرّأسماليّة الاحتكاريّة على شرايين الاقتصاد ومواقع القرار السّياسيّ داخل البلدان الرّأسماليّة الكبرى وإخضاع الاجهزة الحكوميّة البرجوازيّة في تلك البلدان لزيادة الرّبح الرّأسمالي والثّروة وإيلاء الاهميّة الفائقة لتصدير رؤوس الاموال نحو المستعمَرات واشباه المستعمَرات بغية استثمارها وجني الارباح وإخضاع الشّعوب واعتماد الحرب والعدوان العسكريّ للتّنفيس عن الازمات ولتقسيم وإعادة تقسيم العالم وخلق اسواق جديدة للاستثمار الرّأسماليّ.

لقد بيّنت التّحليلات اللينينيّة لظاهرة الامبرياليّة وازمتها العامّة أنّ الاحتكارات تٌخضع جهاز الدّولة البرجوازيّ وتستخدمه كأداة لزيادة ارباحها ولقمع واضطهاد الحركة العمّاليّة، وللحفاظ على المصالح والقواعد الرّأسماليّة في العالم وتوظيف الاجهزة الامنيّة والعسكريّة لتأمين التّغلغل الرّأسماليّ الاحتكاريّ في البلدان المستعمَرة وشبه المستعمَرة والتّابعة بشكل عام، واستعبادها.

وقد اعتبر ستالين في كرّاسه "اسس اللينينيّة" و"حول مسائل اللينينيّة" سيطرة رأس المال الماليّ في الاقطار المتقدّمة رأسماليّا وتصدير الرساميل نحو مصادر المواد الاوّليّة (البلدان المستعمَرة وشبه المستعمَرة والتّابعة بشكل عامّ) سمة رئيسيّة للامبرياليّة وهو احد اسس الاستعمار وانّ كلّ ذلك "يكشف الصّفة الطفيليّة الفظّة للرّأسماليّة الاحتكاريّة"· تلك الصّفة المعبّرة عن نير واسعباد الرّأسمال العالميّ للشّعوب وللطّبقة الشّغيلة وقد بيّن ستالين امام المؤتمر السّابع للحزب الشّيوعي البلشفيّ للاتّحاد السّوفياتي (26 جانفي-10 فيفري 1934) كيف انّ صعود الفاشيّة علامة على ضعف البرجوازيّة التّقليديّة وأمارة على أنّها "قد باتت غير قادرة على ممارسة الحكم بالطّرق القديمة للنّظام البرلمانيّ والدّيمقراطيّة البرجوازيّة، الامر الذي اجبرها على اللجوء الى تطبيق الطّريقة الارهابيّة، في إدارة السّياسيّة الدّاخليّة، وأمارة على كونها غير قادرة على إيجاد مخرج من الوضع الحالي على أساس السّياسة الخارجيّة السّلميّة، ولذلك فهي مضطرّة للجوء إلى انتهاج سياسة الحرب."

إنّ البرجوازيّة في عصر الامبرياليّة لن تكفّ عن إرهابها وعدوانيّتها ما لم تستطع الطّبقة العاملة والشّعوب المضطهَدة حسم صراعها التّناحريّ ضدّها بتقويض أسس دولتها وبناء الاشتراكيّة وهو أمر يستوجب فعلا ثوريّا مستمرّا ومنظّما تقوده الاحزاب والحركات الثّوريّة في البلدان الرّأسماليّة وكذلك في البلدان الخاضعة لها ضمن جبهة عمّاليّة وطنيّة أمميّة عريضة معادية للامبرياليّة تسترشد بالنّظريّة العلميّة وقواعدها في رسم تكتيك واستراتجيّة العمل الثّوريّ التحرّريّ.

وإنّ شعار "طبقة ضدّ طبقة" يجب فهمه على اساس "طبقة ضد طبقة وأمّة ظالمة ضدّ أمّة مظلومة" وهو ما سبق ان اكّده لينين عام 1919 تحت شعار "يا عمّال العالم وشعوبه المضطَهدة إتّحدوا

[1] قامت الامميّة الشّيوعيّة او الامميّة الثّالثة بين 1919 و1943 وهي بمثابة القيادة المركزيّة للحركة الشّيوعيّة العالميّة

· انظر كتاب جورج ديمتروف ، ضدّ الفاشيّة والحرب الصّادر عن صوفي برس ص 6و7و13

· ستالين، اسس اللينينيّة، ص33

طبقة ضد طبقة
Tag(s) : #الطريق الثوري